مقالنا يدور حول الاستثمار ، أنواعه ، استراتيجياته ، وأهم النصائح لنجاحه ولكننا قبل التحدث عن ذلك علينا معرفة ما هو الاستثمار ؟ وما أهميته ؟
ببساطة الاستثمار هو شراء أصول من قبل شخص أو شركة للحصول على أرباح في وقت لاحق ، أي شراء شيء ذو قيمة محددة في الوقت الحاضر بهدف تحقيق عائد أكبر لها في المستقبل ، ويُعد الاستثمار وسيلة هامة لتأمين المستقبل وذلك من خلال زيادة رأس المال المتاح أو بناء ثروة ضخمة بدلًا من بقاء الأموال مجمدة ، تتعدد أنواع الاستثمار ؛ فهناك استثمار طويل الأجل يعتمد على الفترات الزمنية الطويلة لتحقيق الأرباح ، وهناك استثمارات قصيرة الأجل تهدف إلى الحصول على الأرباح في وقت قصير ، أيضًا يوجد الاستثمار العام الذي يتم من خلال مجموعة شركات تقوم بالاستثمار في عدة قطاعات في آن واحد لتحقيق ربح كبير ، كما يوجد استثمار خاص يتم من قبل شخص يقوم بالاستثمار بمفرده لتحقيق الربح .
أهم فوائد الاستثمار
تتنوع وتختلف فوائد الاستثمار تبعًا لنوع الاستثمار وحجمه و الهدف منه ، و تعُم فوائده على الفرد و المجتمع معًا و من أبرزها :
1- توفير دخل إضافي
يهدف الاستثمار في كثير من الأحيان إلى خلق دخل إضافي بجانب الدخل الأساسي ؛ مما يؤدي إلى ارتفاع مستوى المعيشة وتحسين الحياة الاجتماعية والمادية للأفراد ؛ وهذا نتيجة لمضاعفة الدخل لديهم .
2- زيادة رأس المال
من أهم وأبرز الفوائد التي تعود علينا من الاستثمار هو زيادة رأس المال ؛ فقد يسعى المستثمر دائمًا إلى الاستثمار بمختلف أشكاله رغبةً منه في زيادة رأس المال المتاح وتكوين ثروة ضخمة سواء كان الهدف من ذلك إما لتحسين مستوى المعيشة في الوقت الحالي أو لتأمين المستقبل .
3- تخفيف العبء الضريبي
بخلاف أهداف المستثمرين المعلنة من الاستثمار ، هناك أيضًا أهداف أخرى خفية وراء استثماراتهم ، والتي أهمها تقليل نسبة الضرائب المفروضة عليهم ؛ حيث تقوم الدول ببعض التسهيلات على نسبة الضريبة في حال وجود استثمارات ببعض القطاعات .
4- تجنب مشكلة التضخم
يمنحك الاستثمار فرصة عظيمة لزيادة قيمة أموالك وعدم خسارتها مع مرور الوقت ؛ وهذا بسبب التضخم السنوي الذي يؤدي إلى انخفاض القوة الشرائية للعملة ؛ و بالتالي تغير أسعار السلع والخدمات .
أبرز المخاطر التي ينطوي عليها الاستثمار
في بادئ الأمر علينا معرفة أن جميع الاستثمارات بمختلف أشكالها وأنواعها تحمل درجة معينة من المخاطرة ، وهذا يعني احتمالية حدوث خسائر متعلقة بالأرباح المتوقعة من أي استثمار ، وهناك مخاطر خاصة يتعرض لها المستثمر بمفرده ، وهناك مخاطر عامة تتعرض لها جميع الشركات والمؤسسات ومن الصعب السيطرة عليها ، ومن أهم المخاطر التي تهدد الاستثمار:
1- مخاطر السوق
تكمُن مخاطر السوق في فقدان الاستثمار لقيمته بسبب تغير الأحوال الاقتصادية ؛ مما يؤثر على وضع السوق و الأسعار بشكل عام مثل مخاطر الأسهم والعملات الأجنبية و أيضًا معدل الفائدة والعائد .
2- خطر التضخم
وهنا تأتي الخسارة بسبب انخفاض القوة الشرائية للعملة مع مرور الوقت ؛ مما يسبب لك خسارة كبيرة في قيمة استثمارك تجعلك غير قادر على مواكبة التضخم ، والحل هنا هو استثمار أموالك في صورة عقارات أو أسهم متنوعة بقطاعات مختلفة ؛ حتى تستطيع تعظيم قيمتها لتتماشى مع معدل التضخم ولاتتأثر به سلباً .
3- مخاطر التخطيط والادارة
هي المخاطر التي تحدث نتيجة عدم الخبرة الكافية في التخطيط والإدارة للحافظة الاستثمارية لذا يفضل وجود خبراء للقيام بهذا الدور .
تحديد أهداف الاستثمار
إذا كنت تتمنى استثمار ناجح ، عليك أولًا تحديد أهداف محددة قابلة للتحقق والتنفيذ ؛ حتى تكون حافز لك على الاستثمار ، قد تختلف الأهداف من مستثمر لآخر ، فهناك مستثمر يستثمر أمواله بهدف تحقيق دخل إضافي له لتحسين مستوى معيشته ، وهناك مستثمر آخر يريد أن يترك إرث لأبنائه يتمتعون به في المستقبل ، وهناك آخر يريد شراء منزل أو سيارة جديدة وما إلى ذلك ؛ لذا على كل مستثمر تحديد هدفه الأساسي أولًا ؛ حتى يُضيق نطاق تفكيره ، وينجح في وضع خطة استثمارية ناجحة توفر له العائد المادي المطلوب لتحقيق هدفه ، مع وضع معدل التضخم السنوي في الاعتبار.
استراتيجيات الاستثمار
نعني باستراتيجيات الاستثمار، الطرق التي يتبعها المستثمرين في الاستثمار لتحقيق عائد مادي ، تتعدد وتتنوع الاستراتيجيات المتبعة من قبل كل مستثمر، و يتوقف هذا على مدى قدرته على تحمل المخاطر و العائد المادي المتوقع و أيضًا مقدار الأصول المتاحة لديه ، ويبقي اختيار الاستراتيجية المناسبة هي مفتاح النجاح لأي استثمار ، ومن أشهرها :
الاستراتيجية الكلاسيكية
وهنا نقصد الاستراتيجية التقليدية للاستثمار ، و التي تعتمد على استثمار الأموال في محفظة قوية متوازنة تحتوي على أسهم متنوعة ذات درجة استثمارية جيدة ، يلجأ إليها دائمًا المستثمرين الراغبين في تجنب المخاطر .
الاستراتيجية العكسية
وهذه الاستراتيجية ننصح بها المستثمرين ذو الخبرة الكبيرة ؛ لأنها تحمل قدر كبير من المخاطر ، كما تحتاج إلى البحث والاطلاع ، تتمثل هذه الاستراتيجية في اقتناص الفرص عند مرور أسعار أسهم الشركات الكبيرة بفترات ركود ، و شراء الأسهم بسعر منخفض ثم بيعها بسعر مرتفع .
الاستراتيجية السلبية
يلجأ إليها المستثمرين الغير مغامرين ، الخائفين دائمًا من تقلبات السوق ، يقومون بشراء الأسهم و الاحتفاظ بها وعدم التعامل معها بشكل مستمر؛ لتجنب زيادة تكاليف المعاملات ، وتتسم هذه الاستراتيجية بقلة نسبة الخطر.
كيف تختار المحفظة الاستثمارية الصحيحة ؟
انشاء محفظة استثمارية ناجحة ليس بالأمر السهل ، وإنما يحتاج إلى تريث ؛ لذا سنعرض أهم المعايير التي عليك وضعها في الاعتبار عند اختيار محفظتك الاستثمارية ومن أهمها :
1- توزيع الأصول وتنويعها
عليك اختيار مجالات مختلفة من الاستثمارات مثل صناديق المؤشرات و الأسهم والصناديق المشتركة و غيرهم ، أيضًا عليك تنويع استثماراتك ؛ فلا تجعلها تقتصر على منطقة جغرافية واحدة ، و إنما عليك الاستثمار في عدة مناطق مختلفة ؛ حتى إذا حدث ركود في منطقة معينة تستطيع تغطية الخسارة بتحقيق الأرباح من منطقة أخرى .
2- الاستعانة بالخبراء والمتخصصين
عليك اللجوء إلى المتخصصين في هذا المجال ؛ لإنشاء محفظة استثمارية ناجحة ، يكون لديهم خبرة كافية لاختيار الأصول المناسبة لك ، واتخاذ القرارات الصحيحة في عمليات بيع وشراء السندات والأسهم في الوقت المناسب .
3- المتابعة المستمرة لنشاط الأسواق المالية
عليك دائمًا متابعة الأخبار وحركة السوق ؛ لمعرفة ما يحدث به من تغيرات وما يحاط به من مخاطر مستقبلية ؛ حتى تكون على دراية بأهم القطاعات الاستثمارية التي تحقق الأرباح وتجنب حدوث الخسائر قدر الإمكان .
أهم النصائح للاستثمار طويل الأجل
يتمثل الاستثمار طويل الأجل في صورة عقارات أو أسهم أو غيرهم من الأصول الاستثمارية ، سميت بطويلة الأجل حيث زيادة الأموال على مدى زمني طويل يستغرق عدة سنوات ، ولكن هناك بعض النصائح التي تساعدك على خوض تجربة ناجحة للاستثمار طويل الأجل ومن أهمها :
1- تحديد المبلغ المناسب
قبل الدخول في استثمار طويل الأجل عليك تنظيم أموالك وتقييم ممتلكاتك وديونك ، مع الاحتفاظ بمبلغ لحالات الطوارئ ؛ ثم تحديد مقدار المال الذي تريد الاستثمار به دون سحب أي جزء منه في وقت قصير .
2- عدم الاهتمام بأسعار الأسهم على المدى القصير
ينشغل كثيرًا من المستثمرين بتحركات أسعار الأسهم على المدى القصير ؛ مما يُشعرهم بالخوف والقلق ، ويدفعهم لاتخاذ قرارات متسرعة خاطئة ، فيجب على المستثمرين التحلي بالصبر ؛ حتى يحصلون على أرباح ضخمة على مدى طويل .
3- وضع تكاليف الاستثمار في الاعتبار
قد تعمل تكاليف الاستثمار على استنزاف مواردك ؛ لذا عليك الاهتمام بشيئين : نسبة النفقات والرسوم قد تبدو لك هذه الرسوم والنفقات بسيطة لن تؤثر عليك ، وإنما مع مرور الوقت تتراكم حتى تصبح مبلغ كبير .
أساسيات الاستثمار
فهم المستثمر لأساسيات الاستثمار هو الخطوة الأولى للاستثمار الناجح ؛ فالإدراك بآليات الاستثمار يساعد المستثمر دائمًا على تقليل المخاطر واتخاذ القرارات الاستثمارية السليمة ؛ فمن أساسيات الاستثمار الاقتناع بفكرة أنه لا يوجد أي ضمانات للربح من الاستثمار ؛ فيمكن لرأس المال أن يزيد ويمكن أن يقل ؛ لذا حتى تكون مستثمر واعي عليك استيعاب النقاط التالية :
- الموازنة بين المخاطرة والعائد
حيث كلما زادت المخاطر التي تواجهك ، كلما زادت العوائد التي تحصل عليها ؛ لذا قبل الدخول في الاستثمار عليك أن تعرف مدى قدرة تحملك للمخاطر وعلى أساسه تتخذ القرارات التي تناسبك .
- التخطيط المالي السليم
على كل مستمر القيام بخطة مالية سليمة يدون فيها أهم أهدافه الاستثمارية ويحدد المبلغ المالي الذي يريد الاستثمار فيه ، وكذلك المدة الزمنية ؛ حتى يستطيع أن يختار الدخول إما في استثمار طويل الأجل أم قصير الأجل .
- عدم وضع الأموال في نوع واحد من الاستثمار
عليك توزيع الأموال على استثمارات مختلفة ؛ حيث التنويع ، وهذه طريقة فعالة لتقليل حجم المخاطر وتجنب التعرض لحالات الهبوط والصعود الحادة وخسارة الأموال .
كيف تكون مستثمر ناجح ؟
1- التريث والتحلي بالصبر
القرارات المتسرعة هي أقوى عدو للنجاح الاستثماري ؛ لذا عليك التأكد من صحة المعلومات والتفكير فيها قبل اتخاذ أي قرار ، كذلك عليك أن تكون صبورًا لا تستعجل الربح ؛ فالاستثمار خاصة طويل الأجل يستغرق وقت لكي يعود عليك بالارباح .
2- تحديد الوقت المناسب للبيع والشراء
عامل الوقت من أهم عوامل النجاح الاستثماري ؛ فإذا كنت تريد استثمار طويل الأجل عليك الشراء في بداية ازدهار المجال لضمان زيادة أموالك و إمكانية البيع في الوقت الذي يضمن لك جني فوائد أكثر من أصل رأس المال ، أما إذا كنت ترغب في الحصول على أرباح مستمرة فيكون الوقت المناسب لك هو الازدهار الكامل للمجال للحصول على فوائد ثابتة .
3- الادخار
إذا كنت تتمنى أن تكون مستثمر ناجح عليك ادخار جزء من أموالك قبل دفع التزاماتك وفواتيرك و الاحتفاظ به ؛ ليكون أساس لاستثمارات مستقبلية ، وتذكر دائمًا أنه لا يوجد استثمار دون ادخار حتى وإن كنت غنيًا جداً .
وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالتنا و التي تعتبر دليلًا شاملُا لكل من يرغب خوض تجربة الاستثمار ؛ حيث تطرقنا إلى كل المعلومات التي تدور حول الاستثمار وتعرفنا على أنواعه وأهدافه وأهم النصائح لنجاحه .
وفي شركة strategic rules نكفيك عناء التخطيط والإدارة لمحفظتك الاستثمارية من خلال فريق متخصص من الاستشاريين والخبراء في الاستثمار بكافة القطاعات .
Recent Blogs
معايير تكوين و إدارة المحافظ الاستثمارية
تحدث ظاهرة التضخم في كافة دول العالم ؛ ولكن بمعدلات تختلف من دولة لأخرى وفقًا للحالة الاقتصادية للدولة ؛ ولمواجهة هذا...
التخطيط – أنواعه واستخدامات كل نوع
التخطيط: مفهومه، أنواعه، والفروق بين كل نوع Planning: Its Concept, Types, and Differences يُعد التخطيط (Planning) أحد...
0 تعليق